دوكي وروز، المشهد الثاني

شعر هو برغبة في الحديث، لكنه عاد وخنق تلك الرغبة وهو يفكر: "فتاة رائعة، سأحاول اقتحام عالمها.. لا لن أكلما، وإذا كلمتها، ربما يكتب لهذا الحوار أن يتحول إلى علاقة حب. رائع... وماذا لو تطورت هذه العلاقة إلى زواج، هذا يعني أن غرفة بيتي ستخلو من الأوساخ والحشرات، ولكن ربما تخلو أيضا من الكتب، إنني أعرف جيدا نساء هذا البلد..
شعرت هي بأن عينيه تكادان تلتهمان جسدها، فولد لديها هذا الشعور رغبة جامحة في الالتفات تجاهه، وإذ همت بالالتفات انفجرت في ذهنها صيحات صديقاتها وشكواهن الأبدية من الرجال، وخيبات أملهن فيهم، وكان لهذه الهواجس صدى قوي، ومفعول مثبط جعلها تقاوم رغبتها في الالتفات.
نظرته لما تزل مسمرة على جسدها. وحواره الداخلي الصامت لما يزل يدوي في أعماقه:"... وتمر الأيام وننجب أولادا وقد لا ننجبهم، وماذا لو أنجبناهم حتما سيكبرون وسيصغر حبنا.. وقد يجدون عملا وقد لا يجدونه.. قد يهاجرون إلى أوربا وقد لا يهاجرون إليها، وربما يغرقون في البحر أثناء محاولة هجرة سرية، وأقضي أنا بقية حياتي حزينا.. ومالي أنا ووجع الرأس هذا، لِنُنه هذه المسرحية قبل بدايتها ونريح العالم وبقية خلق الله والذين لم يخلقوا بعد والذين لن يخلقوا كأولادي، تفاديا للغرق في البحر".