تسلل
شعاع ذهبي من بين أغصان الشجرة الهرمة، ثم انعكس على السلسلة التي كانت تتراقص على
إيقاع حركات يد الفتاة، ذكرها هذا الشعاع بسلسلتها التي بدورها ذكرتها بكلبها
فنادت: "دوكي تعال". هذا النداء جعله يعود إلى واقعه، فتذكر هو أيضا
كلبته "روز"، تساءل مهمهما "أين هي هذه اللعينة؟"، لحظتها كان
"دوكي" و"روز" يشمان دون حذر بعضهما البعض. تسمرت عيناه على
هذا المشهد الحميم، فكلبته تنتمي إلى فصيلة "البيت-بول" الشرسة، وما يراه
الآن بدا مناقضا لطبيعتها وكذلك لكل المهارات التي سهر على ترسيخها في سلوكها، كل
هذا تبخر أمام وداعة "دوكي".
وضعت
حقيبتها على المقعد في منتصف المسافة الفاصلة بينهما، ثم وضعت جنبها سلسلة الكلب.
أحست ببعض الخجل، إذ أدركت أنها وبشكل تلقائي، رغبت في أن تقرب شيئا من الشاب
الجالس على نفس المقعد، رغبة في ملء ذلك الفراغ الذي -ربما- أشعرها ببعض
الذنب... وضع هو روايته لصق الحقيبة، وكذلك سلسلة "روز". استحسنت هذا
التجاوب واعتبرته بداية طيبة لتجاوب أفضل، لكنها سرعان ما لعنت هذا التجاوب الذي
قد يؤدي بها إلى مثل تلك النهايات التعيسة التي وسمت مغامرات صديقاتها.
انطلقت
"روز" تركض بخفة ورشاقة فوق عشب الحديقة الأخضر وبين فينة وأخرى تلتفت
نحو "دوكي" الذي كان يشيعها بنظراته الشبقة.
ودت
لو تقترب من الشاب، لكنها لم تجرؤ. كبل اندفاعها إحساس باطني لم تتبين كنهه. ربما
كان نابعا من افتقادها للجرأة التي تتمتع بها بنات جنسها اليوم.