مرايا الأحلام، المشهد الرابع

فتح بحذر باب السيارة وأطبق على معصم يدها، وإذ هم بالذهاب بها لفتت انتباهه حافظة نقود تطل من سترة النائم. استلها وهو يفكر في أن ما له له وما لغيره له أيضا. تمدد على سريره، ثم التفت نحوها وراح يتأمل نهديها وشعرها المتموج فوق المخدة. ذكره التموج بالاستحمام.
أين سيستحم؟ في البحر؟ لا في الحمام.
بخطى متعبة قصد الحمام.. فتح الأنبوب الرشاش وأخذ ينتعش بالماء الدافئ المتناثر رذاذا بلوريا في أرجاء الحمام... جفف جسمه بفوطة ثم عاد إلى السرير حيث تنام أنثاه في وضع استثار شبقه من جديد، كاد أن يبادر... لكنه قرر أن ينام قليلا ليكرس نفسه لجسدها بعد أن يستيقظ، الجسد الذي سيغذي به جسده الذابل، الذي سيسقي به روحه الذاوية، الذي سيعانق في حاضره 
أمسها البعيد.