عند الغروب ، المشهد الثاني

ظهيرة أمس.
حين كان الرجل يداعب "جوبا" كعادته، لاحظ أن عينيه أخذتا تحملقان في شيء آخر، التفت فرأى كلبا أجرب كأنما انبثق من الأرض، يقف على بعد أمتار قليلة، جامدا كان، كقطعة من صخر. انطلق "جوبا" مسرعا نحو الكلب الأجرب وأخذ كل منهما يشم الآخر. وكشريط مسرع، انقلب الشم مداعبة، والمداعبة إلى مشهد صدمه، مشهد مثله الأجرب وهو يعتلي ظهر "جوبا". ظل شاردا يحملق فيهما، كأنه يرى ولا يرى، بينما في ذهنه أخذ شريط آخر يتراجع مسرعا إلى أن استقر على لحظة محددة، أدرك ساعتها، كما في الماضي، أنها هي ما غير مصير حياته، ودفن سعادته إلى الأبد، لحظة أبعدته عن هذا العالم وأغرقته في عالم آخر.